معين الكيخيا
مستقبل ليبيا
ترك اضطراب الحرب الأهلية في أعقاب سقوط نظام القذافي ندبة دائمة على حالة العلاقات السياسية والسلام في ليبيا ولا تزال حتى اليوم البلاد مدمرة ومنقسمة بشدة. هذه مأساة حية لشعب ليبيا، وهناك الآن حاجة عميقة وملحة لتنحية الشدائد الحزبية جانبًا والبحث عن طرق للمؤسسات والقيادة السياسية المتضاربة في البلاد للعمل معًا لبناء دولة موحدة وديمقراطية.
ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال حوار مفتوح بين الأطراف الحاكمة في البلاد والشعب الليبي. هذه ليست مهمة صغيرة، لكن شعب ليبيا اليوم في حاجة ماسة من أجل الحق في تقرير مستقبله وإسماع أصواتهم والقول كيف ينبغي حكم ليبيا. في آخر انتخابات مقررة في عام 2021، تم تسجيل ثلاثة ملايين شخص للتصويت ولكن بعد ذلك انهارت العمليات الديمقراطية، مما ترك الشعب الليبي شاعراً بالخيانة بسبب الخلاف الذاتي والتفكك على أعلى مستويات صنع القرار.
إن ليبيا لديها الأدوات لتكون دولة غنية ونابضة بالحياة، ويمكن أن تلعب أيضًا دورًا رئيسياً في استقرار القضايا العالمية مثل أزمات الطاقة في أوروبا وخارجها. يتطلب إطلاق العنان لهذه الإمكانات حكومة انتقالية غير سياسية وجديدة ومستقرة يمكنها إحياء المؤسسات اللازمة لاختيار الشعب بشأن مستقبل ليبيا.